المادة    
السؤال: خطبة الجمعة لها أثر فاعل في توجيه الأمة ورفع المعنويات، وشحذ الهمم، فما هي الموضوعات المناسبة التي ترى من الخير أن يطرقها خطباء الجمعة خلال هذه المرحلة؟
الجواب: الحقيقة نحن تكلمنا في لقاء سابق مع الإخوة الأئمة قبل الحرب، ولعل الآن نذّكر به، الخطاب الإسلامي يجب أن يكون جامعاً بين التحذير من المخاطر وبين التبشير بحسن العاقبة وبالنصر، أي: يكون توازن بينهما، فإذا غلونا في الكلام عن المخاطر قد نقنط أو نيئس، وإذا كان الكلام مبالغات أيضاً في الانتصارات وفيما يحدث فقد يعقبه الإحباط، فتنتبه إلى وزن هذا، ونتكلم عن تثبيت الإيمان في القلوب، وهذا أمر مهم جداً، نتكلم عن استعلاء هذه الأمة بالإيمان بالله تبارك وتعالى، نتكلم عن ميزات هذه الأمة، وعما ادخر الله تبارك وتعالى لها من الخير، عن المبشرات وهي كثيرة ولله الحمد حتى لا ييئس الناس.
نحن الآن كأن هناك نوعاً من الشعور بالهزيمة الداخلية، وهذا كما قلت مما يتمناه العدو ويريده، فنعوض هذا بحقيقة الإيمان والتبشير والبشارة بالنصر بإذن الله، ونقول: المعركة لم تنته ولن تنتهي والعاقبة لا تنتهي في حدود هذه الدنيا، ألا نؤمن بالله واليوم الآخر؟ ألا نؤمن بالبعث؟ فلو أن الكفار سلطوا ومكنوا في كل شيء في الدنيا لكن عاقبتهم إلى النار ونحن ابتلينا وأوذينا وعذبنا ما دمنا أحياء ولكن عاقبتنا إلى الجنة، فالحمد لله نحن المنتصرون إذاً، ونحن إلى خير، وهذا إذا كان ما عندنا إلا هذه، فكيف -والحمد لله- والمبشرات الأخرى موجودة؟!
إذاً.. الخطاب يكون بطريقة متوازنة وحكيمة؛ بحيث يربط الناس بالأصول الثابتة، ومن ذلك: سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، سيرته في بدر، ثم في أحد، وكيف فعل بعد النصر هنا، وكيف فعل بعد القرح والبلاء، فهو القدوة في هذا، حتى لا يجادل أحد ويقول: هذا رأيك أو كذا، فنقول: هذا هو القدوة.
وختاماً نقول: من كان بين يديه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإنه والله لا يضل ولا يشقى، إلا من فرط في الاتباع وأهمل العمل بهما، وإلا فإن فيهما الخير العظيم والبيان لكل ما يقع، والعلاج لكل نازلة إلى قيام الساعة، والجواب على كل شبهة إلى يوم القيامة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يفقهنا وإياكم في الدين، وأن يجعلنا من عباده المؤمنين المخبتين المخلصين، وأن يقر أعيننا جميعاً بعلو هذا الدين وظهوره وتمكينه في الأرض، وأن يرزقنا وإياكم الشهادة في سبيله حتى من كتب له في القدر أن يموت على فراشه، فهو قادر على ذلك إنه على كل شيء قدير.